في 18 نيسان 1996 ، ارتكب العدو الإسرائيلي ، مجزرة دموية في قانا ، بقصفه المدنيين في مركز الأمم المتحدة مما أدى إلى استشهاد 106 من النساءوالأطفال ، وقبل قانا وبعدها تعرض الجنوب لعشرات المجازر ، منذ عام 1948 في بلدة حولا ، ولم تكن المقاومة اللبنانية والفلسطينية قد بدأت، ولم يكن في أيدي اللبنانيين قطعة سلاح خفيفة ولا صواريخ (سكود)المفترضة ، وقد لفتني ما صرح به غبطة البطريرك صفير في خطابه لأهالي عيون أرغش عندما "حيا دفاعهم عن أرضهم وعنفوانهم،وشرعية العمل الذي يقومون به" وقبل ذلك تصريحه بشأن هدم إسرائيل البيوت وتشريد الفلسطينيين من القدس ، قائلا"إسرائيل موجودة،وتحاول حماية نفسها وهذا هو أسلوبها"، مؤيدا حق المحتل بالدفاع عن نفسه، بالوسيلة التي يراها مناسبة ، ،ولم يؤيد شرعية المقاومة في لبنان للدفاع عن أهلها وتحرير أرضها و سيادتها المستباحة .
ويتساءل المواطن اللبناني في الجنوب أليس من حقه الدفاع عن نفسه عندما تعجز الدولة عن حمايته...؟!أم أن أهل الجنوب ليسوا مواطنين أو بشرا يستحقون الحياة بأمان وطمأنينة وكرامة...؟!
إن تاريخ الجنوب وأهله يحكي عما دفعه الناس من دمائهم وأرزاقهم وكرامتهم من الإعتداءات الإسرائيلية منذ احتلال فلسطين عام 1948،وهم الذين لم يعتدوا على أحد، ،وتعرضوا للإجتياحات المتكررة التي وصل آخرها إلى بيروت عام 1982 وشاركهم بعض اللبنانيين في حصارها وقتل أخوانهم،وحتى لا ننسى ولا يتناسى البعض أو يعمل على تبرئة الاحتلال فلا بد من تذكيره والأجيال القادمة بمسلسل المجازر الإسرائيلية ضد لبنان عامة والجنوب خاصة.والتي بدأت عناقيدها الدموية بمجزرة “مسجد صلحا” الجنوبية عام،1948،ومجزرة حولا التي أودت بحياة 90 لبنانيا ومجزرة حانين عام 1967 ،ومجزرة ” يارين ” عام 1974،مجزرة عيترون 1975 ،ومجزرة بنت جبيل 1976 وقتلت 23 وجرحت 30.
ومجزرة مسجد العباسية عام 1978فقتل 112 مواطناً معظمهم من النساء والأطفال
ومجزرة الأوزاعي 1978 ،ومجزرة راشيا و1978قتل فيها 15 لبنانياً كانوا ملتجئين الى كنيسة البلدة.مذبحة كونين 1978 ، وقتلت 29 مواطنا غالبيتهم من الاطفال
مجزرة عدلون في الجنوب 1978 ، وسقط فيها 20 شخصا ،ومجزرة الخيام 1978 التي ذهب ضحيتها أكثر من 100 شخص، تتراوح أعمارهم ما بين 70 و85 سنة،،و مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 مع الاف الضحايا،،ومجزرة سحمر 1984 واستشهاد 13 مواطناً وإصابة 12 بجروح،مجزرة بئر العبد 1985 وسقط فيها 75 شخصا،-مجزرة حومين 1985 سقط أكثر من 30 شخصا ، مجزرة جباع و دير الزهراني 1994 ،ومجزرة النبطية الفوقا لعائلة ال العابد،و مذبحة قانا الثانية عام 2006
واللافت أن هذه المجازر أتت في إطار عمليات عسكرية واسعة شنتها اسرائيل، ومنها اجتياح الليطاني 1978 واجتياح 6 حزيران عام 1982 وحرب السبعة أيام عام 1993 وعملية عناقيد الغضب عام 1996. وعدوان تموز عام 2006
واستنادا إلى هذا التاريخ الطويل من القتل بغير حق،ألا يحق لنا أن ندافع عن أنفسنا بعدما تقاعس الآخرون عن ذلك أو تأمر بعضهم علينا...؟!
إن السلاح من أجل الحق والحرية حق وواجب وقد قال السيد المسيح(ع)اغضبوا ولا تخطئوا.
حتى لا تتكرر مجازر قانا واخواتها،وحتى لا تعود الحرب الأهلية ،لا بد أن نتفق أن إسرائيل هي العدو الأوحد للبنانيين مسيحيين ومسلمين، وكما هجرت المسيحيين من فلسطين وكما هجرت أميركا المسيحيين من العراق،فلن يحمي المسيحيين والمسلمين في لبنان إلا الوحدة الوطنية، فالسلاح الإسرائيلي لم يحم المسيحيين في الجنوب، بل المقاومة وأهلها، بينما هجر السلاح الإسرائيلي مسيحيي شرق صيدا ومسيحي الجبل، ولن يتوانى هذا السلاح عن تقسيم لبنان وأهله مسيحيين ومسلمين.